الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر لـ ( أخبار العرب ) 8/5/2001م : الإيجابيات أكثر من السلبيات في تجربتنا السياسية خلال العقد المنصرم

 

 أخبار العرب - 8/5/2001م

 

-       الإيجابيات أكثر من السلبيات في تجربتنا السياسية خلال العقد المنصرم

 

يتطرق هذا الحوار القصير الشامل مع دولة الشيخ/ عبد الله بن حسين الأحمر رئيس مجلس النواب رئيس الهيئة الشعبية لمناصرة القضية الفلسطينية إلى العديد من القضايا السياسية والاقتصادية في اليمن وإلى علاقة حزب التجمع اليمني للإصلاح المعارض الذي يتزعمه بالمؤتمر الشعبي العام الحاكم الذي يترأسه الرئيس علي عبد الله صالح وإلى العنف الذي ساد الانتخابات الأخيرة وظاهرة حمل السلاح في اليمن وغيرها من القضايا المحلية الهامة ، بالإضافة إلى القضية العربية الأم القضية الفلسطينية ويتهم الشيخ الأحمر الحكام العرب بالانهزام الشديد ويحمل أمريكا المسئولية الكاملة عما يجري للشعب الفلسطيني من إباده على أيدي الصهاينة فإلى نص الحوار:

·      ما هو تقييمكم للتجربة السياسية خلال العشر السنوات الأخيرة ؟

§      أي تجربة في أي بلد لابد أن تكون لها إيجابيات وسلبيات ونحن في اليمن كغيرنا من البلدان العربية لدينا سلبيات ولدينا إيجابيات أعتقد أن الايجابيات أكثر من السلبيات في حريتنا السياسية منذ ما بعد الوحدة. والأخطاء والسلبيات مع مرور الزمن تتضح ويحمل المسئولية المسئول عنها ليعالجها ويحاول أن يتجنبها.

·      لدى المراقبين اعتقاد أن عهد التحالف بين المؤتمر والإصلاح ولى إلى غير رجعة ما هو تعليقكم على المسالة؟ وما أسباب نعت المؤتمر للإصلاح بصفة الإرهاب خلال العملية الانتخابية التي جرت؟

§      أولاً لم يكن تحالف عملي وفعلي بين الإصلاح والمؤتمر ما يقال هو تحالف إستراتيجي وهو في الثوابت من الأمور وفي المصيريات التي أشترك الإصلاح مع المؤتمر في الالتزام بها والحفاظ عليها والدفاع عنها ، وبالنسبة لصفة الإرهاب فهي مقولة ممقوتة وسخيفة ومن الأعمال الحزبية الكيدية التي تطلق عندما تحصل بعض الخلافات.

·      هل لديكم رؤية معينة لحيادية اللجنة العليا للانتخابات وبالذات بعد انتقادات  الرئيس لها … وحديث الناس حول عدم حياديتها ؟

§      ما يقوله الناس وما يقال عامة هو الحقيقة وتأكيد بأن اللجنة كانت أخطاؤها أكثر مما أصابت فكلام الرئيس هو تأكيد لما يقوله المواطن.

·      متى يمكن أن تطبع الحياة السياسية مع الإشتراكي وبالتالي يعود النازحين بما فيهم الصادرة بحقهم أحكام بعد الحرب ؟ والاشتراكي اليمني دائماً يطالب بالمصالحة الوطنية لتطبيع الحياة ؟

§      التطبيع هو بين دولة وأخرى وليس بين دولة ومواطنيها ولكن المصالحة الوطنية موجودة والحزب الإشتراكي موجود في الساحة اليمنية متاحة له الفرص لأي نشاط يريده أو يقوم به ، والنازحون الباب مفتوح لهم والرئيس أكثر من مرة يناديهم ليعودوا لكن لهم مصالح بوجودهم في الخارج وهم حريصون على استمرارها وبقائها أما البقية فقد صدرت بحقهم أحكام شرعية وقانونية والمطلوب عودتهم لتسليم أنفسهم إلى العدالة.

·      كيف تستشرفون مستقبل الحكومة الجديدة برئاسة عبد القادر باجمال وخاصة من الجانب الاقتصادي؟

§      نرجو للحكومة الجديدة النجاح والتوفيق والعون والسداد لمعالجة المشاكل الاقتصادية والمعيشية والتي هي أهم المشاكل في اليمن ، وهي لديها خطة واستراتيجية تقوم على أساس ما أعلنه المؤتمر الشعبي العام الحاكم عند الانتخابات.

·      ما هي باعتقادكم آلية معالجة ظاهرة حمل السلاح والعنف والثأر؟

§      معالجة مثل هذه القضايا تتطلب التعاون بين السلطة والمشايخ لأن تجاهل بعض المسئولين التنفيذيين للمشائخ جعلهم عاجزين عن معالجة القضايا ولهذا لا بد من وجود تعاون بين المشايخ وأجهزة الدولة التنفيذية.

·      لعبت دوراً كبيراً في توصيل اليمن والسعودية لمعاهدة ترسيخ الحدود كيف تنظرون إلى مستقبل العلاقة بين البلدين وبالذات فيما يتعلق بدخول العمالة اليمنية؟

§      ننظر إلى العلاقة بين اليمن والمملكة العربية السعودية بتفاؤل كبير للحاضر والمستقبل إن شاء الله وبالنسبة لموضوع العمالة فإن الظروف اختلفت عن الماضي أو عما كانت عليه في الثمانينات وما قبلها سواء في المملكة أو دول الخليج والوضع الاقتصادي قد تغير أيضاً إضافة إلى أن البنية التحتية للمملكة التي كانت بحاجة إلى أيدي عاملة من اليمن قد اكتملت ولم تعد بحاجة إلى العمالة العادية وأصبحت الحاجة في السعودية والخليج للعمالة الماهرة ، أي المؤهلة وتحصل على هذه الكوادر من الشعوب الآسيوية وغيرها بسهولة وبأجور أرخص.

·      نلاحظ جميعاً أن الغطرسة "الإسرائيلية" زادت في الآونة الأخيرة فما هي باعتقادكم المواقف العربية التي يمكن أن تتخذ بعيداً عن مؤتمرات القمة وبيانات الشجب والتنديد؟

§      الغطرسة "الإسرائيلية" ناتجة عن ضعف موقف الحكام العرب ومواقفهم ضعيفة ومتخاذلة ولدى الحكام العرب انهزام بداخلهم بشكل فظيع إضافة إلى أن الولايات المتحدة هي المسئولة عما يجري من إباده للشعب الفلسطيني وتدمير بنيته والاستيلاء على أراضيه وجرف مزارعة والاستمرار في الاستيطان واستفراد النظام الصهيوني بالقتل والتنكيل والإبادة مسئولة عنه الولايات المتحدة لأن موقفها متحيز وواضح وصريح بلا خجل أو حياء.

وإذا كان الحكام العرب يريدون الدفاع عن الشعب الفلسطيني والمقدسات الإسلامية والأقصى الشريف فلا بد أن يكون لهم موقف أولي من الولايات المتحدة الأمريكية وموقف موحد وصريح وعليها أن تختار علاقاتها مع العرب ومصالحها أو استمرارها في انحيازها لإسرائيل وسياستها الخاطئة وأعتقد أنه إذا حدث هذا الموقف فإن الولايات المتحدة حريصة على مصالحها ولكن طالما والحكام متخاذلون فلا يستطيعون أن يرفعوا صوتاً في وجهها وما هو جار من الإبادة سيستمر.

·      طالما أن الحكام العرب متخاذلون ماذا على الشعوب العربية أن تعمل خاصة وأنكم تتجهون بعد أيام إلى إيران لحضور فعالية إسلامية تناصر الانتفاضة ؟

§      أية قرارات أو مؤتمرات شعبية إسلامية عربية تعقد في إيران أو لبنان أو في أي بلد كانت تقابل بمواقف ضعيفة وهزيلة من الحكام العرب ويفسدون كل قرار يخرج به أي مؤتمر حتى قرارات ومؤتمرات القمة التي تصدر عن الحكام العرب أنفسهم لم ينفذ منها شيء وبمجرد أن تصدر تلك القرارات وتعلن لا يتبعها أي تنفيذ لأنها تتبعها التعليمات والضغوطات من واشنطن ويسلمون بالأمر الواقع ولهذا فإن مواقف الحكام العرب هي التي خذلت الشعوب العربية وأهانتهم وهي التي دعت إلى ما هو جار في فلسطين وأنا قلت في أحد الاحتفالات بأن هؤلاء الحكام إذا ظلوا بهذا الشكل فإن باطن الأرض خيراً لهم من ظهرها وربنا يبدلنا خيراً منهم.

·      إذاً ما الحل؟

§      الحل هو التضامن العربي والمواقف القوية والحازمة في وجه الهيمنة والغطرسة الأمريكية والصهيونية.


  • Facebook
  • Twitter
  • LinkedIn
  • whatsapp