الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر لـ (الصحافي) السودانية 21/3/2002م : البرلمانات تمثل شعوبها ولم تكن مؤسسات موظفة عند السلطة

 

صحيفة الصحافي السودانية - 21/3/2002م

 

-       القضية الفلسطينية تحتاج إلى مواقف أكثر حزماً وأكثر قوة وصرامة

-       البرلمانات تمثل شعوبها ولم تكن مؤسسات موظفة عند السلطة

-       الموقف الأمريكي لن يتغير إلا إذا تغيرنا وتوحدنا كعرب

 

·      ما هو تقييمكم للنتائج التي خرج بها المؤتمر البرلماني الذي انعقد في الخرطوم؟

§      النتائج التي خرج بها المؤتمر الذي انعقد في الخرطوم أفضل من النتائج التي سبقت في المؤتمرات الذي عقدت في مناطق أخرى من البلاد العربية ، لأن نفس راعي المؤتمر ورئيس المجلس الوطني السوداني الذي ترأس المؤتمر نفسهم أضفى على المؤتمر وعلى قراراته زخم قومي عربي إسلامي جيد حتى خرج بقرارات متجاوبة وملبية لطموحات الشعب العربي ولاسيما بالنسبة للقضية الفلسطينية التي هي القضية المحورية للأمة العربية جميعاً.

·      هل تعتقد أن القرارات التي خرجت بخصوص الوضع الفلسطيني هي كافية لمعالجة الوضع الآن؟

§      لم تكن كافية إنما أحسن مما سبق ، شيء خير من لاشيء ولكن الوضع الذي وصلت إليه القضية الفلسطينية يتطلب مواقف أكثر حزماً وأكثر قوة وأكثر صرامة وصدق وصراحة وأكثر تحديد فمثلاً الدول المطبعة مع إسرائيل من المفروض أن تقطع علاقتها مع إسرائيل فمن العار أن اليهود يبيدون الشعب الفلسطيني ويحاصرون رئيس السلطة الفلسطينية ويهدمون البنية التحتية ويخربون المنازل والمساجد ويحاصرون الشعب كلٌ داخل قريته ويمزقون الشعب الفلسطيني تمزيق والسفراء العرب داخل تل أبيب والسفراء اليهود في مصر وعمان هذا شيء لا يجوز مخزي ومن الواجب الديني والقومي أن هذه الدول وغيرها من الدول التي لها علاقة بأي صفة كانت مع اليهود أنهم يقطعوها ويغلقوا المكاتب والسفارات التابعة لهم ويطردوا السفراء الذي عندهم هذا أقل شيء يجب أن يعملوه الناحية الثانية المقاطعة مقاطعة البضائع الإسرائيلية والمنتخبات الإسرائيلية ومنتجات الولايات المتحدة الأمريكية التي تدعم اليهود وتقف إلى جانبهم وتمدهم بالسلاح والمال والدعم العسكري والمعنوي والسياسي بصورة واضحة وعلنية وبصورة فيها شيء من التحدي للأمة العربية والإسلامية يجب أن يأخذ العرب والمسلمين موقف مع الولايات المتحدة الأمريكية التي تدعي أنها راعية للسلام وهي راعية الإرهاب الصهيوني ضد المسلمين وضد العرب وضد الفلسطينيين هذا الذي تخشاه وما هو الذي نجامل من أجله واستسلامنا وترددنا لأمريكا لا يزيدها إلا غطرسة وتعنت وتهور ولا يزيدها إلا دعم لليهود.

·      البرلمانات العربية هذه هي أقرب لتمثيل الشعوب العربية يعني أن البرلمانات تلعب دور أكبر في استعادة الحق الفلسطيني هل توجهتم أو طالبتهم القادة العرب بلعب دور أكثر حزماً في مواجهة موضوع فلسطين؟

§      نعم البرلمانات هي التي تمثل شعوبها ولم تكن مؤسسات موظفة عند السلطة ولهذا فيجب أن يكون موقفها قوى وأن تعبر عن شعوبها وعن رأي عربي واضح وقوي ولا يجب أن تتقيد بسياسة الحكومة لأن الحكومة لها ظروفها أما المجالس النيابية فيجب أن تضغط على الحكومات وعلى الرؤساء بأن يتجاوبوا مع شعوبهم ومواطنيهم وأن يغيروا من موقفهم ويوحدوا صفوفهم لأن التمزق العربي هو الذي يشجع اليهود والأمريكان على هذه المواقف المتغطرسة والمتعجرفة والمتعالية والعدوانية.

·      الموقف الأمريكي الآن هل ترى في الأفق أي احتمال لتغيره تجاه القضية الفلسطينية أم سيظل كما هو الحال عليه؟

§      لن يتغير موقف الأمريكان إلا إذا تغير موقفنا كعرب وإذا تغير موقف رؤسائنا ولن يتغير إلا إذا وحدنا كلمتنا وأعدنا شيء من التواصل فيما بيننا فالموقف الأمريكي سيتغير فعلاً والله سبحانه وتعالى يقول ((إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم)) ونحن كبشر أمام دولة عدوانية يجب أن نغير ما بأنفسنا ومجرد ما نغير ما بأنفسنا ستغير الولايات المتحدة الأمريكية فلن ترمي مصالحها في البلدان العربية إلى النهاية من أجل إسرائيل ومن أجل الوقوف مع الباطل لكنها تجد الأمور سهلة تجد العرب متخاذلين نتيجة رؤساء العرب وحكام العرب وقادة العرب مستسلمين ممزقين فهي تزداد ضراوة.

·      لكن الولايات المتحدة الأمريكية تعتقد أنها تعرضت لهجمات إرهابية وأن الإرهاب آت إليها من هذه المنطقة من العرب ومن المتشددين، لذلك تشددت في الدفاع عن مصالحها ؟

§      الذي حدث استنكره العرب والمسلمون جميعاً شعوباً وحكومات واعتبرناه إرهاب وأدناه وهو كما  تدعي الولايات المتحدة الأمريكية من أفراد ينتموا إلى ما يسمى بمنظمة القاعدة هذا ما نسبته أمريكا وما قالته والعرب كلهم قالوا نعم  ونحن نبهنا إليه ونبه إليه كثير من الكتاب يا عرب يا رؤساء العرب ساووا أن يكون موقفكم هذا المؤيد لأمريكا يقابله موقف من أمريكا مماثل له في قضية فلسطين وكان هذا الذي يجب والآن هذا الذي يجب فالعرب والمسلمين وقفوا إلى جانبها ضد ما تسميه بالإرهاب عدل أو باطل صدق أو كذب فيجب أن يكون مقابله موقف عادل من القضية الفلسطينية من قبل أمريكا.

·      ماذا بشأن اليمن هناك حديث يدور حول ضغوط بشأن محاربة الإرهاب ومطلوبين؟

§      اليمن مثل غيرها من الدول العربية والإسلامية مستهدف تمارس ضدها الضغوطات الأمريكية بدعوى أن هناك عناصر إرهابية الحمد لله موقفنا موقف متماسك حكومة وشعباً وأي عنصر تثبت إدانته وهو من داخل اليمن فالحكومة مسئولة عن القبض عليه والتحقيق معه ومحاكمته.

·      أنت مطمئن للموقف الحكومي في اليمن؟

§      الموقف الحكومي كغيره من مواقف الحكومات العربية واقع تحت إرهاب أمريكي لكن الشعب يؤمن بقضية فلسطين فالشعب مع الحكومة ومع الدولة ومع القيادة السياسية إذا كان الموقف مشرف .

·      كيف تصف الوضع السياسي في اليمن في الفترة الأخيرة بعد رجوع بعض المشتركين في الحرب الانفصالية ؟

§      وضع اليمن جيد والموقف السياسي جيد وعودة بعض العناصر التي من الحزب الإشتراكي إلى اليمن شيء طبيعي لأن رئيس الجمهورية قد أعلن العفو عنهم عند نهاية حرب الإنفصال لم يستثنى من العفو إلا العدد القليل الذين أحيلوا إلى القضاء أما الآخرين فهم منحوا العفو العام وما بقائهم إلى اليوم خارج اليمن إلا رغبة من أنفسهم.

·      كيف علاقة اليمن مع السعودية والخليج ؟

§       العلاقة طيبة كثير مع المملكة و مع عمان  ومع دول الخليج بكاملها  وها هو مجلس التعاون عندما عقد في عمان أعلن دخول اليمن في بعض مؤسسات التجمع الخليجي ورحبنا به  ونعتبر هذا فاتحة باب للانضمام الكامل إن شاء الله

·      هل تتوقعون توجيه ضربة أمريكية لليمن ؟

§      لا نتوقع هذا لا لليمن ولا لغيرة إلا إذا طغوا العرب على أنفسهم وأعطوا لأمريكا الضوء الأخضر ..

·      ولكن هناك اتهام متكرر بخصوص اليمن وإيوائها عناصر إرهابية وعملية كول وغيرها هذا من باب الضغوط على الحكومة ؟

§      الحكومة قامت  بواجبها نحو العناصر الذين اشتبه فيهم أنهم متورطين في قضية كول قامت بتعقبهم والقبض على من هو مشتبه  وأحالته إلى التحقيق والمحاكمة ولم تقصر أبدا .

·      هل البرلمان اتخذ أي قرارات مساندة أو منتقدة من معالجة موضوع الإرهاب موقف البرلمان اليمني ما هو ؟

§      نحن في البرلمان والشعب اليمني مثل غيرة من البرلمانات العربية  والشعوب الإسلامية نرفض تعميم الإرهاب أو إلصاقه بالدول العربية والإسلامية والشعوب العربية والإسلامية ونرفض التصنيف الذي تصنفه أمريكا للمنظمات الإرهابية والشعوب الإرهابية فأعظم من يمارس الإرهاب هي الدولة الإسرائيلية الصهيونية المدعومة من الولايات  المتحدة الأمريكية .

        ·        الحقيقة اليمن في السنوات الأخيرة قدمت عدد من التجارب التي لها نمط في العالم العربي ومنها الوحدة  يعني هل تستطيع القول بأن الوحدة اليمنية الآن تكرست بدرجة كبيرة لا يوجد هناك شيء يتهددها ؟

§      الحمد لله لا يوجد هناك أي قلق على الوحدة أو خطر عليها الوحدة ثابتة ثبات جبال اليمن .

·      هل أصبحت قناعة شعبية ؟

§      هذا مكسب عظيم نحرص علية ونتمسك به وندافع عنة حتى بأسناننا .

·      هل التجربة العملية أفرزت أي نوع من السلبيات التي قد تكون مزعجة أو قد تكون مهددة  هل اليمن قدمت نموذجا لتحقيق الوحدة الكاملة ؟

§      نحن نعتبرها قدمت نموذجا فعلا ونحن نعتبر الخطوة التي قامت بها اليمن هي مدعاة فخر للعرب كلهم لأنه في الوقت الذي فيه العرب ممزقين  فاليمن أعطى تجربة سديدة  وإيجابية .

·      فيه شيء أخر أيضا وهو تقديم نموذج  سياسي متقدم من ناحية ظهور برلمان قوي فيه وجود متعدد للأحزاب والنظام السياسي  نفسه قائم على تعددية إلى أي مدى ترسخت  هذه التجربة ؟

§      لا بأس فيه عندنا هامش جيد من الديمقراطية  ولو لم يكن كامل وإيجابي مئة في المائة لكن شيء خير من لا شيء ولدينا تعددية حزبية ولدينا تمثيل لبعض الأحزاب في البرلمان أفرزته الانتخابات.

·      ما هو موقف الإصلاح بالتحديد في البرلمان هل هو حزب معارض أو مؤيد ؟

§      الإصلاح في المعارضة .

·      هل  هو يصنف نفسه هكذا ؟

§      نعم هو يصنف نفسه هكذا وتصنفه الحكومة ويصنفه الحزب الحاكم حزب المؤتمر حزب رئيس الجمهورية المدعوم من إمكانيات الدولة وأموالها  وقواتها أما حزب التجمع اليمني للإصلاح فهو أقوى أحزاب المعارضة .

·      كيف طبيعة العلاقة بينكم كمعارضة والحكومة من خلال التجربة البرلمانية كممارسة برلمانية ؟

§      يفهم الناس في العالم الثالث أن المعارضة هي العمل بكل السبل لاقتلاع الحكومة والحلول محلها ومعارضتنا في الإصلاح معارضة بناءة نقول للحق حق والباطل باطل وللخطأ خطأ  وللصواب صواب ولا ننظر إلى كل الأمور من منظور أسود.

·      يعني هناك مجالات للاختلاف ؟

§      نعم .

·      كيف العلاقة بين تنظيم المؤتمر الشعبي العام والتجمع اليمني للإصلاح ؟

§      علاقة الحزب الحاكم مع حزب معارض .


  • Facebook
  • Twitter
  • LinkedIn
  • whatsapp