كلمة الشيخ صادق في مهرجان انطلاق حماس 23

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين.

أصحاب الفضيلة العلماء

سعادة الدكتور/ عبدالمعطي زقوت ممثل حركة حماس بصنعاء

الإخوة أعضاء مجلسي النواب والشورى.

الإخوة قيادات الأحزاب والمنظمات الجماهيرية.

أعضاء السلك الدبلوماسي.

أيها الحفل الكريم.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...

إنه لمن دواعي السرور أن نشارك اليوم في هذا المهرجان الجماهيري الذي يقيمه مكتب حركة حماس بصنعاء بمناسبة الذكرى الثالثة والعشرين لإنطلاق هذه الحركة المباركة التي أعطت زخماً جديداً لمسيرة العمل الوطني الفلسطيني المرتكز على خيار المقاومة للاحتلال الصهيوني الغاشم، بل وبعثت في نفوس أبناء الشعب الفلسطيني المجاهد روح الانتفاضة والاستبسال فالجهاد والاستشهاد ولذلك فقد رأينا في أوساط الرجال والشيوخ والأطفال والنساء صوراً رائعة وملاحم جهادية مشرفة قدمها أبناء الشعب الفلسطيني وخاصة الأطفال الذين جعلوا من الحجارة والصدور العارية سلاحاً جديداً أقضى مضاجع الاحتلال وأرعب جنوده المدججين بأحدث الأسلحة التي تقدمها الإدارة الأمريكية كل يوم لإطالة عمر الاحتلال البغيض.

لقد قدم هؤلاء الصغار في أعمارهم الكبار في أعمالهم نماذج مبتكرة لأساليب المقاومة ومقارعة العدوان لم نرى لها مثيلاً في التاريخ المعاصر ، وأوصلوا رسالة الشعب الفلسطيني الرافض للاحتلال إلى جميع أنحاء العالم.

الحاضرون جميعاً..

إننا ونحن نحتفل اليوم بهذه المناسبة التي نعتبرها علامة فارقة في تاريخ فلسطين الحديث لنستذكر بكل إجلال وفخر مؤسس حركة حماس الشهيد العظيم الشيخ/ أحمد ياسين "طيب الله ثراه" الذي قدم للعرب والمسلمين حكاماً ومحكومين دروساً بليغة في معنى الرجولة والعزة والشجاعة وتمام التوكل على الله.

لقد أسس الشيخ/أحمد ياسين وهو القعيد المشلول الذي لا يستطيع أن يدفع عن نفسه الأذى أقول أسس لمرحلة جديدة من المقاومة والجهاد وانتقلت الانتفاضة من طور المظاهرات والتنديد بالاحتلال إلى طور المواجهة المسلحة التي تعددت طرقها وأساليبها واشتعلت الأرض ناراً تحت أقدام جنود الاحتلال والتفت العالم كله إلى هذا المارد الجديد الذي خرج من القمقم عندما بدأت العمليات الاستشهادية التي عجز الاحتلال عن ايقافها فارتعدت أوصاله وبدأ يعيد حساباته وجرب كل وسائل الإرهاب والقمع والبطش والتنكيل والاغتيالات بالطيران واعتقد أنه باغتيال قيادات المقاومة فإن العاصفة العاتية ستتوقف لكنه كان واهماً فما زادت الضربات الغادرة أبناء الشعب الفلسطيني وفصائل المقاومة الفلسطينية وعلى رأسها حركة حماس إلا إيماناً راسخاً بأن الحقوق التي أخذت بالقوة لا تسترد إلا بالقوة. وهو ما نثق أن حركة المقاومة وكل فصائل العمل الفلسطيني المقاوم للاحتلال سائرون عليه حتى تشرق شمس الحرية في كل ربوع فلسطين إنشاء الله.

الضيوف الأكارم..

بالإضافة إلى ذكرى انطلاق حركة المقاومة تمر علينا أيضاً في هذه الأيام الذكرى السنوية الثانية لمعركة الفرقان تلك المعركة الشرسة على غزة التي أراد لها العدو الصهيوني أن تكون ذكرى انكسار وهزيمة لروح المقاومة بين أبناء الشعب الفلسطيني. ولقد عمل العدو الصهيوني على استفراغ جهده لاسقاط الوضع في غزة وتآمر معه على هذه الجريمة التاريخية من تآمر من حكام العرب والمتخاذلين الجبناء من أصحاب مشروع السلام أو بالأصح الاستسلام. لكن الله سبحانه وتعالى وهو الذي يدافع عن عبادة المؤمنين أخزى العدو الصهيوني ومن سار على نهجه ونكس كبرياءه وأهان جيشه المتغطرس فرغم الضربات المجنونة على سكان غزة وإلقاء مئات الأطنان من البارود على النساء والأطفال والشيوخ في القطاع طوال عدة أسابيع في ديسمبر 2008م ويناير 2009م إلا أنه فشل في تحقيق أهدافه الإجرامية وبقت غزة شامخة عزيزة وأوقف جيش الاحتلال الصهيوني عملياته العسكرية من طرف واحد وخرج من تلك المعركة مذؤوماً مدحوراً. وكان أصحاب غزة ولا يزالون هم الرجال في زمن الخذلان وهم الأبطال المخلصون في زمن الغدر والخيانة.

الحاضرون جميعاً..

إن الحصار الظالم المفروض إلى اليوم على غزة ما هو إلا عقاب من العدو المحتل والصديق الجار لتغيير خيارات الشعب الفلسطيني المتمثلة في المقاومة المسلحة للكيان الغاصب. وهو ما يحتم على الشعب اليمني وشعوب العالمين العربي والإسلامي وأحرار العالم الوقوف إلى جانب خيار المقاومة ودعم صمود غزة بشتى الوسائل الممكنة والمتاحة فالمقاومة هي الطريق الوحيد الذي لا يمكن بدونه الوصول إلى حل القضية الفلسطينية، والمقاومة هي كذلك حق مشروع لكل بلد يقع تحت الاحتلال أياً كان نوعه وشكله ولونه. فما بالنا بالاحتلال الصهيوني التوسعي الذي يعتبر سرطاناً خبيثاً في جسد الأمة يستهدف الأرض والمقدسات والهوية، وإذا كان دعم المقاومة في فلسطين واجب على كل مسلم فهو اليوم من أوجب الواجبات خاصة في ظل الظروف المعيشية الصعبة التي يعيشها إخواننا في قطاع غزة الذين رفضوا الركوع لأحد إلا الله الواحد القهار ومن هنا كان لابد من تظافر جهود كل الهيئات والمؤسسات والجمعيات من اجل دعم غزة لمواصلة مسيرتها الظافرة نحو النصر بإذن الله تعالى .

الحاضرون الأعزاء..

ومن هذا المنطلق فإن الهيئة الشعبية اليمنية لمناصرة الشعب الفلسطيني وقضايا الأمة وهي من الداعمين لمناصرة إخواننا من أبناء الشعب الفلسطيني ماضية في الإعداد والتهيئة لإرسال القافلة اليمنية لكسر حصار غزة والترتيبات قائمة مع التحالف الدولي لكسر الحصار ونحن على تواصل معهم لتحديد الموعد الدقيق للإنطلاق فما على رجال المال والأعمال وأبناء الشعب اليمني والهيئات والمؤسسات إلا الإستمرار في جمع التبرعات لصالح القافلة حتى تكون قافلة اليمن مشرفة وتعكس وفاء أبناء اليمن وتأييدهم المطلق لإخوانهم في غزة التي أصبحت اليوم بحق عنوان الصمود وعنوان الكرامة والبطولة، وهي معرضة في أي لحظة لعدوان صهيوني جديد ، ولهذا فنحن ندعوا الجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الاسلامي والحكام العرب والمسلمين لممارسة دورهم في منع العدوان على غزة الذي يؤجج الصراع في المنطقة ويهدد الاستقرار في العالم .

في الختام أدعو كافة فصائل العمل الفلسطيني بما فيهم حركتي حماس وفتح للتصالح على أساس المقاومة وتجاوز الانقسامات التي لا يستفيد منها سوى العدو الصهيوني وأن يد الله مع الجماعة وأن خيار السلام خيار مجرب لم يؤدي إلى نتيجة طوال العقود الماضية وأن الذين يصرون على السلام وهم تحت نيران العدو الصهيوني إنما هم واهمون يبحثون عن سراب وأن الشاعر يقول:

وللحرية الحمراء بابٌ   بكل يدٍ مضرجةٍ يُدَقُّ


أشكر لكم استماعكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،

الخميس 30/12/2010م

  • Facebook
  • Twitter
  • LinkedIn
  • whatsapp