ابن الفضل والصرمي يتغنيان بغزّة والقدس والبشير بمنتدى القدس الثقافي

أحيا الشاعران المعروفان الحارث بن الفضل الشميري وهائل سعيد الصرمي، مساء أمس أمسيةً شعريةً ألهبت حماس الحاضرين بمنتدى القدس الثقافي.

وفي الفعالية التي تنظمها مؤسسة القدس الدولية بالتعاون مع معهد الأحمر للدراسات المقدسية مرتين كل شهر، ضمن فعاليات الحملة الأهلية اليمنية بالقدس عاصمةً للثقافة العربية 2009م تناوب الشاعران في تلاوة 12 قصيدةٍ شعرية متنوعة المواضيع، لقيت إعجاب وتفاعل الحضور.

فقد استهل الشاعر ابن الفضل الأمسية بقصيدته الجديدة التي تضمنها إصداره المسموع الأخير (غزة العزّة)، تلاه الشاعر الصرمي بقصيدته (صُبْحِي غزّة)، وكان الشاعر قد افتتح دوره بالإعراب عن افتقار الشعر إلى جمهور، وردّ على من يقول بأن الجماهير مشغولٌ بالشعير عن الشعر، بأن الأدب والشعر ضعيفٌ جمهوره حتى في الدول الغنية التي لم تنشغل شعوبها "بالشعير عن الشعر" .

وأشار إلى الأهمية التي يلعبها الشعر والكلمة في تحريك الضمير، والتأثير الذي يمكن أن تلعبه الكلمة، منوهاً إلى الضجة التي تسببت بها قصيدةٌ للشاعر السفير غازي القصيبي إبان تنفيذ الشهيدة القسّاميّة آيات الأخرس لعمليةٍ استشهادية أسفرت عن سقوط 40 قتيلاً صهيونياً.

وكانت القصيدة قد أيّدت هذه العملية وأكدت أن منفذها شهيدٌ على العكس من فتوىً صدرت حينها تصف العمليات الاستشهادية بأنها "انتحارية"، وقد أثارت القصيدة حفيظة النظام السعودي عقب نشوب أزمةٍ دبلوماسيةٍ كادت أن تقوم بين المملكة السعودية من جهةٍ وبين بريطانيا التي كان القصيبي سفيراً لديها وبين بريطانيا ودولة الكيان الصهيوني من جهةٍ أخرى، الأمر الذي أدى لسحبه من مهمته كسفيرٍ وتكليفه وزيراً للمياه.

وتقول القصيدة الشهيرة، ما نصّه:

 

يشهدُ اللهُ أنكم شهداءُ..

يشهدُ الأنبياءُ والأولياءُ..

أنكم مُتّمُ كي تعزّ كِلْمة ربّي..

في ربوع أعزها الإسراءُ..

انتحرتم؟! نحن الذين انتحرنا

بحياةٍ.. أمواتها الأحياءُ..

أيها القومُ! نحنُ مُتنا..

 

.......

 

قل لمن دبج الفتاوى: رويداً

رب فتوى تضج منها السماءُ

حين يدعو الجهاد.. يصمت حبر

ويراع.. والكتب.. والفقهاءُ

حين يدعو الجهاد.. لا استفتاءُ

الفتاوى، يوم الجهاد، الدماءُ

 

تلاه الفضل الشميري بوصلةٍ شعريةٍ من ثلاث قصائد منها قصيدة (الأرض) التي جاءت مواكبةً مع الاحتفاء بالذكرى الـ33 ليوم الأرض الفلسطيني المصادف ليوم الـ29 من مارس 1976م.

وقصيدة (غزة هاشم) وهي إحدى أبرز مضمون (آهات غزة) إذ رافق إلقاؤها الشعري لقائلها، لحنٌ تغنّى به الفنان عبدالغفور الشميري .

أعقبه الصرمي مجارياً زميله الشميري عن غزّة بوصلةٍ شعريةٍ صدّرها بقصيدةٍ رائعة عنوانها (شموخ غزّة) ثمّ بأخرى تحمل عنوان (الانتصار)، ثم بثالثة بعنوان (أبو الأجيال) ويقصد به (شيخ شهداء فلسطين) الشهيد الإمام أحمد ياسين الذي استشهد في الـ17 من شهر مارس 2005م .

بعد ذلك عرّج الشاعر ابن الفضل على قضية الساعة في السودان، أهداها متضامناً مع الأشقاء في السودان وعلى رأسهم رئيسهم عمر البشير، وهي بعنوان (شموخ البشير)، فأردفه زميله الشاعر الصرمي -الذي زادت شعبيته إبان منافسته المتقدمة لنيل لقب (أمير الشعراء)- بتعريجةٍ مقدسيةٍ عبر قصيدته (أحبكِـ) وهي غزليةٌ عن مدينة القدس .

واختتم الشاعر الصرمي أداءه الإبداعي بقصيدةٍ رثى فيها عروبة العرب، وانتقد من خلالها حال الأمة، وهي بعنوان (هدير القوافي) .

اختتمت الأمسية التي أدارها الزميل شهاب الدين المحمّدي –مدير الإعلام بوزارة الأوقاف- كانت مسكاً فاح عبقه في أرجاء القاعة بقصيدة الحارث ابن الفضل المسمّاة (جبلُ النور)، التي يمتدح فيها نبي الرحمة صلى الله عليه وسلّم، والتي كتبها الشاعر أثناء دخوله إلى (غار حِراء) في رحلة الحجّ الأخيرة .

وكان الأكاديمي الأندونيسي يخشى الله منصور - مدير جامعة الفتح بأندونيسيا- قد شارك بقصيدة عنوانها (وصية الأم) أهداها إلى روح والدته (سعدية بنت الجنيد) - يرحمها الله- التي وافتها المنية قبل نحو شهر، وفيها توصيه بحبّ القدس والسعي للشهادة في سبيل الله .